[size=18]قدر تلك القرية ان الله قدحباها بموقع قد لاتحسد عليه فهى ذات ارض خفيضة وسهل منبسط يمتد من عند اسفلها ليعانق ضفة النيل مع امتداد جزر الشاطراب المليئة بالنعمة والبركة وموقعها ذاك قد جعل منها مطية سهلة لضربات الفيضانات المتكررة والتى غالباً ماتخلف فيها دماراً وخراباً قد الفه انسان تلك القرية
ففى عام 1937حركها فيضانه من مكانها القديم قرب جروف شقردى الى موقعها الحالى بجوار الفقيه الصالح( راجل الحصى) وقد ساهم رجل البر والاحسان الشيخ عبد الوهاب وداعة الله المطوف بالاراضى السعودية انذاك فى تخطيطها وابرازها بوجهها الحالى
سكانها خليط متجانس وممتزج بقوة فهم من اعرق القبائل السودانية التى عمرت منحنى النيل من شايقية وبديرية وفونج وهواوير (انظر كتاب انساب واحساب منطقة مروى) فذلك التنوع الفريد قد لايجعل ولايسمح ابداً لاى كيان يحتويه عمقها بان يرفع رايته ويدعى انه اهل لتلك الرقعة فى وقت فيه تغلى بوتقة التلاحم والانصهار على نار هادية لرفعة تلك القرية وتوحيد كيانها بعيداً عن الاسماء والمسميات فى زمن البقاء فيه للانتماء والهوية والانجاز
القرية كانت فى يوم من الايام هى المستودع الاستراتيجى لكل القرى التى حولها فقد كانت تغذى اسواقها بسلعها النظيفة من حبوب وبقوليات والبان وذلك لما تمتلكه من مقومات زراعية هائلة تجود به جزرها الخمس المتمثلة فى جزيرة الشاطراب والمحروسة والصفا وجزيرة الدخن والحجر
وقد كانت هى المنتجع والمتكأ البارد الكريم لمدينة كورتى من اسوقها الى داخليات مدارسها والتى كانت تأوى ابناء تلك الروبوع طلاباً للعلم والمعرفة من تحت كنف متعهدها احمد عمر كنبال والذى كان ايضا هو صاحب ذلك المشروع الذى كانت تديره سواعد ابناء هذه القرية من فوق صدر جزيرتى المحروسة والشاطراب فالصمودة والمزارعيين المحترفين امثال سعيد عطاء المنان وعبد الوهاب ود على فضل وتور الساب ودفع الله وعبد القادر ودسلمان ومهندس المشروع الصافى نور الدين هم من تغذى بحليب ابقارهم وخضار حيضانهم الوزراء والسفراء والاطباء والدكاترة امثال الحاج عطاالمنان ودكتور ابشوك ودكتور توفيق الطيب واجلاء اخرين قد درسوا وتخرجوامن كورتى وتغذوا من جزائر تلك القرية من تحت ايادى مزارعيها من ذلك المشروع فهذه هى قريتنا فلماذا لا نعيدها سيرتها الاولى؟ خاصة وان لنا ولها رابطة قد ولدت فى فجريوم اغر فصيحة ميلادها قد فرحت بها الاراضى الدافئة ذات الرحم الطاهروالتى تنتظر البذرة الصالحة لتنبتها خيراً وبركة فى الجروف والجزائروالتى تنوم الان وتصحى وهى تحلم بأوبة الابن الغائب والمتمثل الان فى الرابطة والتى بهمة شبابها ستقودها لتخرجها من سنوات البوار الى ايام العطاء والبذل والنماء فى عالم يتوق الى النبتة النظيفة الخالية من الكيماوى والسماد ففى ارضنا وجزرنا تتكون فى كل عام الطينة السخية المتجددة من رواسب نيلنا الخالدوهى تنتظر السواعد التى تحسن الزرع والغرس ليخضر وجهها
ومن هنا ستدعم الرابطة وتتبنى مشروعات الزراعة الطبيعية الخالية من ادران الحضارة الضارة بالصحة والبيئة والمشتملة على الاسمدة والكيماويات لخلق انموذج تغتدى به كل قرى شمالنا الحبيب لتعيده الى ماضيه التليد منبرا لميلاد الحضارات ومسرحًاًً للصحة والعافية لينتفض مما اصابه من امراض سرطانية واخرى مجهولة الهوية جراء الاسمدة التى غزت مزروعاته فأصابته بالسقم والعوز والفرار
واخيراً هنالك رجال ونساء من المنطقة يملكون العلم والمقدرة على العطاء لدعم التحول الجاد الى كل ماذكرناه انفاً وماعلى الرابطة الا ان تنشئ مكتباً من داخل دارها بالقرية لتتبنى مشروعاًً متكاملا يكون شعاره
{ هيا لنزرع ارضنا } وبذلك تنشئ مزرعة تختارها من اى جهة بالقرية وتجعلها مركزاً للتدريب على ايدى الصمودة الباقين بيننا قبل ان نفتقدهم ولا ننسى ان امثال اولئك الرجال قد استعان بهم الانجليز يوما بمشروع الجزيرة
وأنوه ان من اغلى المنتجات الزراعية فى العالم اليوم هى تلك التى تخلو من الاسمدة والكيماويات والمعالجات الجينبة
ولذلك فنحن نبشر فان للمشروع قيمة استثمارية عالية فنحن نمتلك المزارع الشاب والارض البكرة السخية المتجددة والسوق العالمى ذو الطلب الملح والعاجل فماذا ننتظربربكم؟ [/size]
عدل سابقا من قبل عثمان حسن سرالختم في 2010-12-10, 03:47 عدل 4 مرات (السبب : عام)